أفضل الممارسات" ليست دائما الأفضل"
إذا عملتَ في مجال البرمجيات لفترة، فحتماً صادفت عبارة “أفضل الممارسات”. تظهر في التوثيق، والعروض، ومراجعات الشيفرة، ونقاشات الهندسة المعمارية. هذه الإرشادات تُقدَّم بوصفها الطريقة “المفترَضة” المثلى. وقراءتها؟ أمر جيد ومحمود.
“أفضل الممارسات” تمنحك فهماً لرؤية صانعي الأدوات والأُطر وكيف تصوّروا استخدامها، وتقدّم أساليب مجرَّبة نجحت في مواقف كثيرة. اعتبرها حكمةً جماعية ونقطةَ انطلاق لمعرفة ما يبدو “جيّداً”.
الخطأ هو أن تتعامل معها فوراً كأنها الأنسب لسياقك دون تفكير. كثيرون ما إن يقرؤوا عبارة “أفضل ممارسة” حتى يتوقفوا عن التقييم، ويأخذوها حرفياً من غير فحصٍ لملاءمتها لحالتهم.
أمثلة سريعة
يقرأ أنّ الميكروسيرفِسات “أفضل ممارسة” فيقسّم مُنظومة أحادية (Monolith) تعمل بكفاءة.
يرى أنّ الهندسة الحدثية (Event-Driven) موصى بها فيضيف تعقيداً غير لازم لتطبيق CRUD بسيط.
المشكلة ليست في الممارسات ذاتها، بل في تبنّيها بلا حُكمٍ ولا سياق.
السياق هو الأساس
قضايا الهندسة وخاصة هندسة النُّظُم لخدمة احتياجات الأعمال—لا تعيش في فراغ، بل ضمن شبكة من القيود والمتطلبات:
ما هي احتياجات الأداء الفعلية؟
مَن هم عملاؤك وكيف يستخدمون المنتج؟
ما خبرة فريقك وما سَعته؟
ما ميزانيتك وخطّك الزمني؟
ما مدى حَرَجية هذا النظام لعملك؟
إذا تجاهلتَ هذه العوامل وصمّمتَ بمعزلٍ عنها، فقد تحلّ مشكلةَ غيرك وتُفوِّت مشكلتك. قد تبني نظاماً قابلاً للتوسّع وعالي الإتاحة… لكن هل كان هذا ما تحتاجه؟ إن كان المطلوب حلاً بسيطاً سهل الصيانة يُسلَّم سريعاً، فأنت قد أخفقت.
الخلاصة
“أفضل الممارسات” قد تكون الأفضل في سياقاتٍ، جيدة في أخرى، وغير مناسبة في غيرها. استخدم عقلك، وقَيِّم، وانتقِ ما يلائم وضعك.
قبل اعتماد أي ممارسة، اسأل نفسك:
هل تعالجُ مشكلةً لديّ فعلاً؟
هل تتوافق مع قيودي وظروفي؟
هل تفوق منافعها التعقيدَ الذي ستُدخله في حالتي؟
المقال الأصلي: