في الفترة الأخيرة بقينا نلاحظ تغيّر واضح في لغة الناس تجاه الذكاء الاصطناعي. بعد ما كانت الوعود ضخمة والهايب في أعلى درجة، بدأنا نشوف كلام أهدى شوية وفهم أعمق للواقع. وده دايمًا بيكون أوّل علامة إن البلونة بدأت تهدأ وإن السوق داخل مرحلة عقلانية.
واحدة من أكبر المشاكل دلوقتي إن أي حاجة لازم تبقى “AI-Powered”. حتى لو كانت مجرد اله حاسبه. كأن كلمة AI بقت لازقة في كل منتج علشان تتباع أو تتسوّق، بدون ما يكون فيه قيمة حقيقية.
اللي بيحصل هنا مش جديد. إحنا شوفناه قبل كده في أزمات كتير—من دوت كوم، للعقارات 2008، لفقاعة الـNFT والكريبتو، نفس النمط بالظبط بيتكرر.
والمدهش إن حتى المستثمرين الكبار بيقعوا في نفس الفخ. زي ما حصل في “Railway Mania” في إنجلترا زمان. أول خط نجح؟ تمام. الناس قررت فجأة تعمل اكتر من 100 خط بدون دراسات حقيقية، ومعظمهم فشل. النجاح الأولاني ما ينفعش ننسخه 100 مرة بنفس السهولة لأن الاقتصاد بطبيعته بيقلّل الهوامش مع التوسع. أول خط تعمل بتكلفة عالية، الثاني والثالث هيبقوا اهسل، ولكن ممكن يكونوا أغلى، وأقل ربحية.
دلوقتي شركات كتير بتصرف مبالغ ضخمة وبتحرق موارد ضخمة بس علشان “توصل لنوذج اعلي” في AI أو تعمل نموذج جديد، بدون ما يكون فيه فايدة حقيقية أو Business واضح. والنتيجة؟ أموال مهدرَة ونفس الأخطاء القديمة.
أنا بتكلم عن كل ده علشان أحاول أفوّت على نفسي وعلى الناس اللي بتسمعني الوقوع في نفس الدورة مرة تانية ، نصدّق حلم كبير، نضخ فلوس وموارد، نعيد نفس الأخطاء، وبعدين البالونة تفرقع.
اللي بيحصل دلوقتي في الذكاء الاصطناعي مش غريب. هو جزء من دورة طبيعية في التكنولوجيا والاقتصاد. وفي رأيي، إحنا دلوقتي في مرحلة تصحيح هادية، قبل ما الغبار يهدأ ونرجع نشوف القيمة الحقيقية للتقنية بعيدًا عن التضخيم.
شكرًا لمتابعتكم… ونشوفكم في حلقة جديدة.








